إنك لن تخسر إلا إذا انسحبت

إن طريق النجاح لايكون عادة سهلا ميسورا، مفروشًا بالورود والرياحين، والذين حققوا إنجازات باهرة في حياتهم، وخلد التاريخ أسماءهم قد تجرعوا مرارة الفشل طويلاً قبل أن يحققوا هذه النجاحات،
فالنجاح الحقيقي الدائم لا يأتي عادة إلا بعد صراع مرير مع الفشل، وفي ظل ظروف صعبة قد تبعث في قلب الإنسان اليأس والقنوط، و هناك من القصص الكثير التي تثبت لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن ظروف الفشل هي التي تصنع النجاح، وأن النجاح الحقيقي الدائم لا يولد إلا من رحم الفشل
وذلك أن النجاح الباهر الدائم يتطلب من الشخص أن تتوافر فيه سمات خاصة، وخبرات متنوعة، لا يمكن أن تتكون في الشخص إلا عبر معاناة الواقع، والاحتكاك الطويل به، وخوض الصراع مع المشكلات والعقبات، ومن ثم يكتسب الإنسان الصفات الإنسانية اللازمة للنجاح الدائم والتي من أهمها الصبر والإرادة والعزم والتصميم، وأما أصحاب النجاح السهل الذي لم يأت عبر التعب والمعاناة فإنهم سرعان ما يصابون بالإخفاق والإحباط عند أول عقبة تهدد ما حققوه من نجاح، ومن ثم ما يتحول نجاحهم إلى فشل أو إخفاق ذريع وقديمًا قال العرب:
(الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك).

بين الماء والزيت
ويشرح لنا الإمام ابن الجوزي رحمه الله تلك الحقيقة الثابتة في حوار طريف متخيل بين الماء والزيت، ذلك أنهما كلما اختلطا في إناء ارتفع الزيت على سطح الماء، فقال الماء للزيت منكرًا: (لم ترتفع علي، وقد أنبت شجرتك ؟ أين الأدب ؟! فقال الزيت: لأني صبرت على ألم العصر والطحن، بينما أنت تجري في رضراض الأنهار على طلب السلامة، وبالصبر يرتفع القدر) .
فليس هناك نجاح يرتفع به الإنسان في الدنيا والآخرة، إلا إذا سبقه صبر على ألم عصر المحن وطحن والشدائد والإخفاقات، وأما من يريدون السلامة، فإنهم أبدًا يعيشون بالأسفل مع ذاك الماء.
كما يقول الله تعالى: ((فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً))
فلن يغلب عسر الفشل يسر النجاح أبدًا، ولكن ذلك لابد وأن يكون مقرونًا بالعمل والصبر والدأب،فالفشل أقصر طريق للنجاح .....؟

السلام عليكم
كلام رائع وانتقاء للمواضيع جميل
والثواب على قدر المشقة
جزاك الله خيرا
نحن بانتظار الاصدار الجديد للمجلة

أشكرك جزيل الشكر على الرد الجميل اما عن المجلةفهية تحتاج إلى وقت
و أرجو لك دوام الصحة و العافية

فقال الزيت: لأني صبرت على ألم العصر والطحن، بينما أنت تجري في رضراض الأنهار على طلب السلامة، وبالصبر يرتفع القدر) .

أنت من قلت هذه الكلمات ياصاحب القلب الكبير ... لا شيء يتحقق بين يوم وليلة ...

ولقد قلت لكم كثيرا لا يوجد عمل أيا كان يقوم به الإنسان وإلا وسيأتي الوقت المناسب لإظهاره ....

وهناك حكمة تقول ما تتدرب عليه سرا تكافىء عليه جهرا .... سيأتي الوقت المناسب وستأتي الفرصة شرط أن نكون مستعدين لها

أشكركم من كل قلبي و أقول:الحياة أمل بنور الله وبشر الصابرين بفوز في الدنيا والآخرة و لولا الأمل لما كان هناك حياة ولابد وان نعانى في الدنيا لكي نتذكر الله لان الله يريدنا أن نتذكره ونتقرب إليه فدائما وابدآ فلنذكر الله ونشكره في السراء والضراء