اعتراف بالفقر

اعتراف بالفقر
بسمِ الله الرّحمن الرّحيم
(ربّ إنّي لما أنزلت إليّ من خيرٍ فقير)
القصص: ٢٤
في مشهد من مشاهد رمضان...
امتدّت أيدي الناس تلتجئ بالدّعاء، وامتدّت يداي أيضاً...
لأشعر بشعور لم أشعر به من قبل...
شعور الفقير حقاً وشعور الذليل...
لكن إلى الله.
فجال فكري وتذكرت يد الفقير عندما تُمدّ لتسأل المال...
ووضعت نفسي مكانه عندما يسأل فقارنت:
إن كان هذا سؤال العبد للعبد, وتذلّل العبد للعبد...
فكيف يتذلّل من يسأل الله؟؟؟
ثم ماذا بعد التذلّل غير العطاء...
فإذا كان عطاء العبد للعبد بضع ليرات أو أكثر حسب السائل!
فكيف بعطاء الجواد؟؟؟
بتّ بعد هذه الليلة أفكّر وأعظ نفسي فأقول لها:

إن مدّ الفقير يده إليك فتذكّري:
حاجاتك ويديك التي تمتدّ لله دائماً بالدّعاء والطلبات، وفقرك إليه...
إن طلب الفقير حاجة فسئمت منه، تذكّري:
كثرة طلباتك في كل يوم...
إن ألح فسئمت إلحاحه، تذكّري:
إلحاحك ليقضي حاجاتك...

أما إن شاهدت الفقير يُزجر ويُنهر بعنف فتذكّري:
شدّة فقرك في الموقف العظيم يوم تبلغ القلوب الحناجر...
وحاذري أن يلتفت الله بوجهه الكريم عنك فلا ينظر إليك ولا يكلمك...
ما أشدّ بؤسك حينها وما أشدّ خسارتك!!!

وبعد أن عرفت من هو الفقير فكّري أي نوع من الفقراء أنت؟
تُراك مثل ذاك الشاب القوي في مقتبل العمر تشاهدينه يمدّ يده فتقولين له:
اذهب وابحث عن عمل...
أعملت ما يرضي خالقك قبل أن تسأليه؟؟؟
ورغم تقصيرك يمنّ عليك بالإجابة ويزداد عطاؤه مع كثرة الإلحاح والسؤال
فهو الغني الكريم ومجيب السائلين...
ما أشدّ حياءك حينها!!!
أم تُراك مثل تلك المرأة العاملة ترينها تعلّم أيتامها ليُحصّلوا أعلى المراتب
فتفخرين بها وتحبّين مساعدتها...
أجاهدت هواك وأخلصت عملك لله لتصبحي أهلاً لمحبّته ورضوانه؟؟؟

فأي نوع من الفقراء تحبين أن تكوني أنت، وأي نوع تحبّين أن تعطيه؟؟؟
فكوني خير مثال إذا وقفت لتسألي الله...

وأمّا من يحبّ الله؟؟؟
فيحبّ:
من فقير المال أن يكون غنياً متعففاً راضياً بما قدّره الله عليه...
قال صلّى الله عليه وسلّم (يا معشر الفقراء أعطوا الله الرّضا من قلوبكم تظفروا بثواب فقركم وإلا فلا).
وقال صلّى الله عليه وسلّم ( طوبى لمن هُدِيَ إلى الإسلام وكان عيشه كفافاً وقنع به).
ومن فقير الحال أن يخلص في اللجوء إليه وحده.
وهذا هو حال النّاس جميعاً
(يا أيها النّاس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنيّ الحميد) فاطر: ١٥
ويحبّ من جميع الناس أن يتحلّوا بصفات ذكرها في كتابه...
تجدوها مجموعة في كتيب يحبّهم ويحبّونه ل
رولا أحمد ممتاز دعدوش
في موقع صيد الفوائد
أو مشكاة الإسلامية
على الرابط
http://www.saaid.net/book/search.php?do=all&u=%C3%CD%E3%CF+%E3%E3%CA%C7%D2+%CF%DA%CF%E6%D4